نحن في شهر رمضان والعالم الإسلامي يشهد استمرار سفك دماء عظيمة
في سوريا غير مسبوقة منذ قرون عديدة.
أليس شهر رمضان شهر العبادة؟ وأليس رمضان شهر السلام؟ وأليس
شهر تأليف القلوب؟
اذن، لماذا الملالي الحاكمون في إيران وبشار الأسد لا يكفّون
عن المجازر؟
لأنهم لا يرون أي مستقبل لأنفسهم ولنظامهم. إنهم يواصلون الإعدامات
في إيران كما جعلوا اراقة دماء الشعب السوري آلية الاحتفاظ بمصالحهم الخسيسة.
ونقيضاً لهم، إننا نعلن في المقاومة الإيرانية نعلن شهر رمضان
شهر تضامن المقاومة الإيرانية مع الشعب السوري الصامد المقاوم. وهذه الليلة وفي هذه
الأمسية وفي هذا الافطار نضع سوريا الجريحة نصب أعيننا ونقف اجلالاً وتكريماً أمام
بطولات شعبها وبسالته.
قبل دقائق وفي معرض أقيم هنا، شاهدنا صورا عن آثار القصف والمجازر
في سوريا.
هذه المشاهد هزّت ضمائر العالم مرات عديدة خاصة في العامين الأخيرين.
صورة طفل بريء لم يترك جثمان أبيه الشهيد وكان يبكي ويقول يا
بابا لا تتركني. صورة طفل في درعا كان يبكي في عزاء شقيقته سعدة البالغة من العمر
5 سنوات وهو يترنم نشيد « جنّة يا وطنّا » ويقول:
«ثوري ثوري درعا .. باعتامنا انتي شمعة... حمصية تنادي الفزعة ..
كذلك صورة آباء وأمهات كانوا ينتحبون على جثامين أطفالهم.
وصور تتعلق بالدكتور محمد وسيم معاذ الذي أبى أن يترك حلب لكونه
كان ملتزما بمعالجة الأطفال واستشهد في القصف الذي استهدف المشفى الذي كان يعمل فيه.
ولكن في الوقت نفسه رأينا بجانب كل هذه الآلام والمعاناة صورا
عن المقاومة والمعارك التي كانت تثير إعجاب العالم.
ومن هنا أوجه تحياتي لكل اولئك المقاتلين الشجعان الأبطال.
التحية لكل جبهات القتال والصمود،
التحية لحلب البطلة،
التحية لمارع وخان طومان وحماة
السلام على حمص ودرعا
والسلام على الغوطة الشرقية وعلى مدينة داريا الصامدة
يا أبطال! ان معارككم تصنع مستقبل سوريا وكل المنطقة.
أجل، انكم فخر لكل البشرية.